اطفالنا وفتافيت السكر

أطفالنا وفتافيت السكر

أسباب السكري

1- تلعب الوراثة دوراً مهماً في الآلية المرضية لداء السكري من النمط الأول فقد لوحظ ظهور المرض عند عدة أفراد من عائلة واحدة . وهناك نظرية آلية المناعة الذاتية ويؤيديها ظهور أجسام ضدية لخلايا البنكرياس وهي جزر ( لنجرهانز ) في 50 % من المرضى كما لوحظ عند بعض السكريين زيادة مولدات الضد الليمفاوية البشرة ( Hla – B8 ) وجود مولدات الضد هذه بكميات كبيرة في دم ( مصل ) أقارب الطفل المصاب بالداء السكري قد يكشف استعدادهم للإصابة بهذا المرض .

وعدا عن الوراثة فهناك عوامل أخرى هامة تسهم في إظهار داء السكري منها الإنتانات بالفيروسات مثل ( النكاف ، الكوكساكي 4 ، والحصبة الألمانية ) والتهاب الغدة الدرقية الليمفاوي من نوع هاشيموتو .

وحديثاً أثبتت الدراسات التي أجريت في بريطانيا أن السكري من النوع الأول قد يكون سببه ( وبدرجة عالية من الثقة ) نوع من الفيروسات مما يزيد إمكانية تطوير لقاح مضاد له يعطى للأطفال منع حدوث هذا المرض الخطير والذي يعاني منه ملايين الأطفال .

وهنا نصل إلى استنتاج وهو أن العامل الوراثي يؤهل المريض للإرتكاس المناعي الذاتي الذي يرافق الإنتانات بالفيروسات والذي يؤدي للإصابة بالسكر .

2- والنوع الثاني من السكري وهو الذي لا يعتمد على الأنسولين فلقد ازداد بشكل كبير خلال العشرين سنة الماضية عند فئة الأطفال نتيجة انتشار ظاهرة السمنة عندهم حيث أظهرت أحدث التقارير للدراسات التي أجريت في أمريكا وكذلك حسب تقارير الصحة العالمية ازدياد نسبة السمنة عند الأطفال بشكل يثير المخاوف ضد كافة المتخصصين في هذا المجال . ويعتبر هذا النوع من السكري مسؤولاً عن ( 20 – 25 % ) من مجموع الحالات السكري عند الأطفال ، وفي هذا النوع من السكر يمكن استعمال الحبوب الخافضة للسكر بدلاً من الأنسولين في علاج هذا النوع من السكري بالإضافة إلى الحمية الغذائية المناسبة .

الأعراض الرئيسية لمرض السكري :

هي كثرة التبول العطش الشديد مع جفاف بالحلق والفم والإفراط في تناول الطعام . نقص الوزن وهذه الأعراض تع***نقص قدرة الطفل المصاب بالسكري على تركيب الأنسولين وإفرازه كاستجابة لتناول الطعام ومن الأعراض الثانوية الأخرى الوهن ، سلس البول الليلي ، تبدل الطباع والعصبية وقد تستمر هذه الأعراض عدة أسابيع قبل تشخيص المرض .

مضاعفات السكري

والتي تحصل غالباً بعد مدة لا تقل عن عشر سنوات من بداية المرض وتشمل :

1- الإعتلال ( إنسداد ) في الأوعية الكبيرة مثل الأبهر والأوعية الإكليلية وشرايين الأطراف مما يحدث نقص في التروية الدموية معمم أو احتشاءات أو عرج مع داء السكري المترافق مع البدانة وفرط شحوم الدم غير المسيطر عليها بالعلاج والتغذية .

2- وقد يؤدي السكري أيضاً إلى اعتلال ( إنسداد ) الأوعية الصغيرة كما يحدث في الدماغ مما يؤدي إلى حدوث الفالج أحياناً .

3- وقد يؤدي السكري إلى التهاب الأعصاب المتعددة في ( 30 – 40 % ) من المرضى بعد تجاوزهم سن البلوغ .

4- ويؤدي السكري كذلك إلى مشاكل في الكلية ( 30 – 40 % ) وهنا تجدر الإشارة إلى أن التهاب الشبكية السكري ( تصلب شرايين الشبكية ووجود أمهات الدم الصغيرة في شرايين الشبكية ) وهو من أخطر مضاعفات السكري ويؤدي إلى العمى يصيب تقريباً المرضى ويؤدي إلى خمسة آلاف حالة عمى في الولايات المتحدة الأميركية سنوياً .

السيطرة على مثلث الخطر ( السكري – السمنة – الضغط ) :

1- السيطرة على السمنة :

إن الأغلبية العظمى من الناس تعاني خللاً في وظائف البنكرياس هذا العضو الحيوي في الجسم . وهذا ليس مستغرباً نظراً إلى نوعية الأطعمة التي نطعمها لأطفالنا في أيامنا هذه والتي تضر ب " البنكرياس " وتجعله منذ الطفولة ، غير قادر على التعامل بشكل فعال مع استهلاكنا المبالغ فيه من السكريات الرديئة الموجودة في رقائق الحبوب ، الكزودة بالسكر والمحضرة من دقيق أبيض ، والمشروبات الغازية و " الجاتوه " و " الآيس كريم " . و " الشوكولا " والسكاكر ، والتي يتساهل الأهل بإعطائها وتعويد الأطفال عليها لتدليلهم معتقدين أنها ستهدئهم وتحسن مزاجهم لكنها لا تؤدي في الحقيقة إلا إلى تخريب عملية الآيض ( الأستقلاب أو حرق الغذاء بالجسم ) لديهم والإضرار بوظائف " البنكرياس " وإصابتهم بالسمنة .

وينصح اختصاصيو التغذية بالبدء في تجنيب الطفولة خطر السمنة ومنذ الطفولة المبكرة وحمايتهم بالتالي من المخاطر الصحية . التي تجلبه لهم لاحقاً في الحياة على مستوى القلب والأوعية ، وعلى مستوى الشيخوخة المبكرة . ولا بد لتحقيق ذلك من حذف السكريات سريعة الهضم ورقائق الحبوب المحضرة من الدقيق الأبيض والسكر من نظامهم الغذائي ، وتبني قواعد غذائية تأخذ بالإعتبار متطلبات " البنكرياس " إن ضمان قيام " البنكرياس " بوظائفه بشكل سليم ، يستلزم تناول أطعمة مناسبة للتحكم في كمية " الأنسولين "التي يفرزها ولا بد من الإشارة هنا إلى أن " الأنسولين " يؤثر في خلايا الجسم ، خاصة قدرتها على " الأختبار " بين تحويل السكر إلى طاقة أو تحويله إلى دهون .

إن تناول السكريات الجيدة البطنية الهضم مع سلوك نمط حياتي يعطي أهمية قصوى للرياضة وبشكل يومي كفيلان بالمحافظة على معدلات الأنسولين وتفادي حصول مقاومة أغلفة الخلايا للأنسولين والذي يحصل مع تناول الغذاء الرديء وهنا يجدر الإشارة إلى أهمية أخذ النقاط التالية بالإعتبار والجدية القصوى :

· تجنب المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة الجاهزة .

· تناول كميات معتدلة للأطفال ( وقليلة للبالغين ) من السكريات الجيدة وذلك للوقاية من السمنة والسكري في آن واحد . ونذكر هنا ما يلي : القمح – الشوفان – الشعير – الحنطة السمراء – اللوبياء الخضراء – الهليون – البطاطس – البروكولي – الفاصولياء اليابسة . ويجب الإبتعاد عن السكريات المكررة والدقيق الأبيض والذي هو أيضاً فقير بالألياف الغذائية والتي قد تؤدي إلى الإمساك المزمن .

· تناول الأغذية الغنية بأحماض ال " أوميغا 3 " ( Omega 3 ) الدهنية والحرص على تناول الأسماك ذات اللون الأحمر الزهري مثل الترويت والسلطان إبراهيم وخلافه . وكذلك أخذ قدر متوسط من المكسرات مثل الجوز والبندق . وتجنب الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية المشبعة مثل الدهون والحلويات والجاتوه والأطعمة المقلية بالمارغرين وخلافه والإستعاضة عنها بزيت الزيتون .

· تناول في كل وجبة طعام كميات كافية من البروتينات مثل تلك الموجودة في البقول والأفوكادوا فالبروتينات أساسية للوقاية من مقاومة الخلايا للأنسولين ولتخفيف الوزن يجب تناولها حتى في الوجبات الخفيفة التي نتناولها بين الوجيات الرئيسية لتفادي الجوع وأخذ وجبات ثقيلة .

· الإقلال ما أمكن من استعمال المحليات الصناعية كالسكرين وخلافه من الأنواع الأخرى المتوفرة في الأسواق .

· تناول الطعام بكميات ووجبات عديدة وتجنب الوجبات الثقيلة ..

· تناول الماء بعد الوجبات وليس معها لتجنب حصول سوء الهضم وينصح أيضاً بتناول الشاي الأخضر لما له من دور هام في تأخير شيخوخة الخلايا لاحتوائه على مواد مضادة للأكسدة .

2- السيطرة على السكري :

تعتمد على تنظيم الغذاء كماً ونوعاً مع مراعاة ممارسة الرياضة وفي النوع الشائع الأول وهو السكري المعتمد على الأنسولين يجب إعطاء الطفل الأنسولين بشكل دوري تحت الإشراف الطبي ويجب أن يحتوي غذاء مريض السكر على العناصر الغذائية المتوازنة حيث تشكل النشويات والسكريات 50 – 60 % من الغذاء ويجب أن لا يحرم المريض المصاب بالسكري من النشويات بكميات معتدلة حيث أن حرمانه منها بشكل مطلق والإعتماد على المواد البروتينية والدهون يؤدي إلى أن يقوم الجسم بتكوين السكر في هذه المواد مما ينجم عنه تراكم المواد الكيتونية بالدم مثل الآسيتون والتي لها أضرار بالغة في الجسم قد تنتهي بحدوث غيبوبة وكذلك أن يحتوي الغذاء على البروتينات ويجب أن تكون من 15 – 20 % على أن تكون الدهون أقل من 30 % مع مراعاة إعطاء الطفل الأغذية الغنية بالألياف كالخضروات مثل الخس والخيار والخرشوف والفواكه كالتفاح بقشره والبرتقال والجريب فروت والحبوب والبقول مثل الفول والعدس والفاصولياء والقمح الكامل ( الخبز الأسمر ) ويراعي إعطاء الطفل ثلاث وجبات رئيسية مع ثلاث وجبات خفيفة بينها . يجب معايرة السكر بشكل يومي وتعديل كميات الأنسولين حسب ذلك وأخيراً مهما كان نوع مرض السكر ومهما كانت درجته في الدم فلا مفر من اتباع نظام غذائي في العلاج ولا يوجد مرض من الأمراض يعتمد علاجه على تنظيم الغذاء مثل مرض السكر ..

مشكورررررة